تناقض عجيب بين حديث الرئيس المصري المخلوع الدكتور محمد مرسي قبل محاكمته، الذي اعترف فيه بخروج الملايين ضده مطالبة بعزله يوم 30/6، وبين بيانه أو رسالته التي مررها بالأمس يصف فيها ما حدث في ذلك اليوم بالانقلاب العسكري، وهذا التناقض ليس مستغربا على مرسي ولا على أي من قيادات الإخوان أو حتى أنصارهم؛ لأنهم عودونا على مثل هذه التخبطات التي تفضح بما لا يدع مجالا للشك أنهم انهاروا تماما ويحاولون التمسك بخيط رفيع من الوهم يطلقون عليه اسم «الشرعية»، في محاولات يائسة لإثبات أو تغيير ما لا يمكن تغييره الآن وبعد كل ما حدث.
الإخوان انتهوا من المشهد السياسي المصري وربما العربي أيضا، خاصة بعد أن انفضح مسلسل الكوميديا السوداء التي لعبتها أمريكا بمشاركة تنظيم الإخوان المسلمين لنشر الفوضى الخلاقة «مشروع كونداليزا رايس» لإنشاء شرق أوسط جديد، ولعب فيه الإخوان دورا قذرا مشبوها لم يقف عند حد أخلاقي أو وطني، وتعدى كل شيء إلى بيع تراب الوطن، وخسر الإخوان شعبيتهم بنسبة كبيرة جدا في مصر وخارجها، ليس بسبب هذا وحسب، بل لأسباب كثيرة جدا، بدءا من الغباء السياسي الذي مارسوه طيلة عام كامل قضوه في حكم مصر، وإقصاء الشعب المصري مقابل الانحياز الكامل للجماعة على حساب بقية المصريين، مرورا بالعنصرية الإعلامية التي مارستها كل وسائل الإعلام المحسوبة على الإخوان المسلمين ضد كل ما سواها، والتي افتقرت إلى أبسط أبجديات المهنية والموضوعية.
كما أن الإصرار على المضي في المنهج المنغلق الذي حكم القيادات الإخوانية أعلن فشله ضمنيا وصراحة، وعدم الاعتراف بخطيئة مرسي، يتعارض مع جوهر أي مراجعة في ظل صدمة عنيفة ومحبطة لقيادة رفعت إلى عنان السماء واعتبرت «شرعية» ولكنها بمجرد ما وقعت السلطة بين يديها خلقت التداخل الذي يصبو إلى التمكين بين الدولة وتنظيم أرادت له أن يكون كيانا موازيا للشكل الإداري لتلك الدولة.
وما لم أستغربه أيضا، هو المنظر الهزلي الذي ظهر به الرئيس المعزول محمد مرسي وبقية المتهمين معه في قفص الاتهام يوم المحاكمة، والطريقة الاستعراضية المخجلة التي ظهروا بها أمام الكاميرات، والتي تذكرنا بمكايدات النساء في المسلسلات العربية، مرسي وجهه للأمام، المتهمون وجوههم للخلف، وتصفيق لا أحد يدري على ماذا!!
منظر مقرف ومقزز يشعرك بالغثيان والأسى في آن معا.
وأنا أشاهد تلك المسرحية الهزلية في قفص الاتهام وقتها، قفز إلى الذهن سؤال وحيد لا غيره، كيف استطاع هؤلاء «الأراجوزات» حكم بلد بحجم مصر؟
البلد التي أنجبت عبدالناصر والسادات وسعد زغلول وطلعت حرب وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وطه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وفاروق الباز وأحمد زويل، ومجدي يعقوب وقائمة طويلة جدا من الرجال والنساء الذين كتب التاريخ أسماءهم بمداد الخلود والمجد، كيف تمكن هؤلاء من أن يمحوا أقدام كل هؤلاء العمالقة من على خريطة القطر المصري، في لحظة غياب عن الوعي، وسرقوا منهم عرش مصر؟
لا يمكن لعاقل أن يصدق أن من كانوا في قفص الاتهام يومها كانوا يحكمون بلدا كأرض الكنانة، تتكئ على 7000 سنة من التاريخ والعظماء.
المسرحية الهزلية التي مثلوها أمام الكاميرات ويعتقدون أنها ستحدث تأثيرا في الرأي العام، انقلب فيها السحر على الساحر، ولم تكسبهم إلا مزيدا من الكراهية لدى الشعب المصري، الذي لم ير في مسرحيتهم سوى استخفاف بجراحات كل المصريين وبكل الدم الذي سال على تراب سيناء وكل شوارع وميادين مصر.
العام الذي حكم فيه الإخوان المسلمين مصر كان كفيلا بالقضاء على كل أحلام الجماعة المحظورة، ولكن لأن الغباء السياسي الذي يمارسونه لا حدود ولا مثيل له، فهم يصرون على أن لا يسدل الستار على الفصل الأخير من مسرحية الإخوان قبل إطلاق آخر النكات السمجة ويقهقهون عليها وحدهم ويحسبون أن الجميع يشاركهم الضحك عليها، بينما نظرات ازدرائهم تملأ كل الأعين، ومع ذلك يعجزون عن رؤية كل ذلك.
الإخوان انتهوا من المشهد السياسي المصري وربما العربي أيضا، خاصة بعد أن انفضح مسلسل الكوميديا السوداء التي لعبتها أمريكا بمشاركة تنظيم الإخوان المسلمين لنشر الفوضى الخلاقة «مشروع كونداليزا رايس» لإنشاء شرق أوسط جديد، ولعب فيه الإخوان دورا قذرا مشبوها لم يقف عند حد أخلاقي أو وطني، وتعدى كل شيء إلى بيع تراب الوطن، وخسر الإخوان شعبيتهم بنسبة كبيرة جدا في مصر وخارجها، ليس بسبب هذا وحسب، بل لأسباب كثيرة جدا، بدءا من الغباء السياسي الذي مارسوه طيلة عام كامل قضوه في حكم مصر، وإقصاء الشعب المصري مقابل الانحياز الكامل للجماعة على حساب بقية المصريين، مرورا بالعنصرية الإعلامية التي مارستها كل وسائل الإعلام المحسوبة على الإخوان المسلمين ضد كل ما سواها، والتي افتقرت إلى أبسط أبجديات المهنية والموضوعية.
كما أن الإصرار على المضي في المنهج المنغلق الذي حكم القيادات الإخوانية أعلن فشله ضمنيا وصراحة، وعدم الاعتراف بخطيئة مرسي، يتعارض مع جوهر أي مراجعة في ظل صدمة عنيفة ومحبطة لقيادة رفعت إلى عنان السماء واعتبرت «شرعية» ولكنها بمجرد ما وقعت السلطة بين يديها خلقت التداخل الذي يصبو إلى التمكين بين الدولة وتنظيم أرادت له أن يكون كيانا موازيا للشكل الإداري لتلك الدولة.
وما لم أستغربه أيضا، هو المنظر الهزلي الذي ظهر به الرئيس المعزول محمد مرسي وبقية المتهمين معه في قفص الاتهام يوم المحاكمة، والطريقة الاستعراضية المخجلة التي ظهروا بها أمام الكاميرات، والتي تذكرنا بمكايدات النساء في المسلسلات العربية، مرسي وجهه للأمام، المتهمون وجوههم للخلف، وتصفيق لا أحد يدري على ماذا!!
منظر مقرف ومقزز يشعرك بالغثيان والأسى في آن معا.
وأنا أشاهد تلك المسرحية الهزلية في قفص الاتهام وقتها، قفز إلى الذهن سؤال وحيد لا غيره، كيف استطاع هؤلاء «الأراجوزات» حكم بلد بحجم مصر؟
البلد التي أنجبت عبدالناصر والسادات وسعد زغلول وطلعت حرب وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وطه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وفاروق الباز وأحمد زويل، ومجدي يعقوب وقائمة طويلة جدا من الرجال والنساء الذين كتب التاريخ أسماءهم بمداد الخلود والمجد، كيف تمكن هؤلاء من أن يمحوا أقدام كل هؤلاء العمالقة من على خريطة القطر المصري، في لحظة غياب عن الوعي، وسرقوا منهم عرش مصر؟
لا يمكن لعاقل أن يصدق أن من كانوا في قفص الاتهام يومها كانوا يحكمون بلدا كأرض الكنانة، تتكئ على 7000 سنة من التاريخ والعظماء.
المسرحية الهزلية التي مثلوها أمام الكاميرات ويعتقدون أنها ستحدث تأثيرا في الرأي العام، انقلب فيها السحر على الساحر، ولم تكسبهم إلا مزيدا من الكراهية لدى الشعب المصري، الذي لم ير في مسرحيتهم سوى استخفاف بجراحات كل المصريين وبكل الدم الذي سال على تراب سيناء وكل شوارع وميادين مصر.
العام الذي حكم فيه الإخوان المسلمين مصر كان كفيلا بالقضاء على كل أحلام الجماعة المحظورة، ولكن لأن الغباء السياسي الذي يمارسونه لا حدود ولا مثيل له، فهم يصرون على أن لا يسدل الستار على الفصل الأخير من مسرحية الإخوان قبل إطلاق آخر النكات السمجة ويقهقهون عليها وحدهم ويحسبون أن الجميع يشاركهم الضحك عليها، بينما نظرات ازدرائهم تملأ كل الأعين، ومع ذلك يعجزون عن رؤية كل ذلك.